للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول المروذي: "قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الداعين لك! فتغرغرت عينه، وقال: أخاف أن يكون هذا استدراجًا" (١).

وعن المروذي قال: "أدخلت إبراهيم الحصري (٢) على أبي عبد الله -وكان رجلًا صالحًا- فقال: إن أمي رأت لك منامًا، هو كذا وكذا، وذكرت الجنة.

فقال: يا أخي، إن سهل بن سلامة (٣) كان الناس يخبرونه بمثل هذا، وخرج إلى سفك الدماء، وقال: الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغرُّه" (٤).

وقال عباس الدوري (٥): "حدثنا علي بن أبي فزارة (٦) قال: كانت أمي مُقعدة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي، فأتيت، فدققت عليه وهو في دِهْليزه (٧)، فقال: من هذا؟ قلت: رجل سألتني أمي -وهي مقعدة- أن أسألك الدعاء، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، فقال: نحن


(١) مناقب الإمام أحمد (٣٦٩ - ٣٧٠)، وسير أعلام النبلاء (١١/ ٢١٠).
(٢) لم أعثر له على ترجمة.
(٣) لم أعثر له على ترجمة مستقلة فيما تيسر لي من مصادر، ومما يظهر من كلام المؤرخين أنه رجل في أول الأمر يدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متطوعًا بذلك، وقد اتبعه على ذلك كثير، ثم آل به الأمر إلى الخروج على السلطان وسفك الدماء، وقد ذكر الإمام أحمد عنه ذلك، والذي يظهر -والله أعلم- أنه رُئِيَت له منامات فغرته، فخرج على السلطان ووقع في سفك الدم الحرام.
ينظر: الكامل في التاريخ (٥/ ٤٨٣) لابن الاثير، ت: عمر تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط ١، ١٤١٧ هـ، تاريخ الإسلام (٥/ ٩، ١٢، ١٩٤)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٢٢٧).
(٤) مناقب الإمام أحمد (٣٧٩)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٢٢٧).
(٥) الإمام، الحافظ، الثقة، الناقد العباس بن محمد بن حاتم بن واقد أبو الفضل الدوري مولى بني هاشم، أحد الأئمة الأثبات، له كتاب في الرجال رواه عنه يحيى بن معين، مات رحمه الله سنة (٢٧١ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٤/ ٣٠)، سير أعلام النبلاء (١٢/ ٥٢٢)، الأعلام (٣/ ٢٦٥).
(٦) لم أعثر له على ترجمة.
(٧) الدِّهْلِيز: مكان أو ممر ضيق ما بين الباب والدار، فارسي معرَّب، جمعه دهاليز.
ينظر: الصحاح (٣/ ٨٧٨)، لسان العرب (٥/ ٣٤٩)، معجم اللغة العربية المعاصرة (١/ ٧٧٧) (دهلز).

<<  <   >  >>