للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - تثبيت الله للمؤمن عند لقاء العدو في ساحات الوغى:

قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧].

وهذا النصر والثبات مشروط بنصرتهم لدين الله، فإذا فعلوا ونصروا دينه، وقاموا به في أنفسهم، ودعوا إليه وجاهدوا أعداءه مخلصين لله، كان الله معهم بالنصر والتثبيت.

قال السعدي رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية: "هذا أمر منه تعالى للمؤمنين أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره" (١).

بل ويسخر الله الملائكة تقف معه بالتثبيت والتأييد، كما قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال: ١٢]، وهذا ما حصل لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بدر.

٦ - الثبات على المنهج الحق إذا هبّت أعاصير الفتن:

ومن أسباب ثبات الداعية على المنهج الحق شعوره بمعية الله له إذا هو حقق أسبابها التي مر ذكر بعضها، واجتهد في إصلاح قلبه، وتنقيته من الشوائب، ثبته الله على المنهج الحق، ومكن الله له ونصره، وسيأتي مزيد بيان لمسألة الثبات (٢).


(١) تفسير السعدي (٧٨٥).
(٢) ينظر: ص (٤٣٣).

<<  <   >  >>