للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: ٩] فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَةِ .. الحديث (١).

وإيمان الداعية بهذه السنة الربانية يجعله ثابتًا على المنهج الحق، لا يتنازل عنه؛ لأجل الحصول على عون البشر، بل هو واثق بأن النصر من الله وحده لا شريك له، فلا يتعلق قلبه بغير ربه في نصرة دعوته، إنما عليه أن يبذل أسباب النصر الممكنة له، ويعلق قلبه بربه ويثق في وعده، ويتجرد قلبه من التعلق بالأسباب المادية، فقد يخذله الله بهذه الأمور القلبية الخفية؛ من اعتماد القلب على الأسباب المادية، وهذا مثال ذكره الله في كتابه يربي فيه الأمة على تعلق القلوب به وحده لا شريك له؛ لأنها حين تتعلق بالأسباب المادية يكلها الله إليها، فيغلبهم العدو بقوته، قال تعالى في تعقيبه على أحداث غزوة حنين: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ٢٥ - ٢٧].


(١) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر .. (٣/ ١٣٨٣) ح (١٧٦٣).

<<  <   >  >>