للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشافعي رحمه الله بإمامته في ثمانية أشياء أحدها الزهد" (١).

وقال سفيان الثوري: "الزهد في الدنيا قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ، ولا بلبس العباء" (٢).

وفسره الفضيل بن عياض رحمه الله بالقناعة (٣).

قال شيخ الإسلام رحمه الله في تعريف الزهد: "وإن الزهد هو عما لا ينفع؛ إما لانتفاء نفعه، أو لكونه مرجوحًا؛ لأنه مفوت لما هو أنفع منه، أو محصل لما يربو ضرره على نفعه، وأما المنافع الخالصة أو الراجحة فالزهد فيها حمق" (٤).

وعلق ابن القيم رحمه الله على كلام شيخه بقوله: "هذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد وأجمعها" (٥).

وأعظم الزهد: الزهد في الحرام، وعلى رأسه الشرك، ويليه بقية الكبائر، ثم الصغائر، ثم ترك الفضول من المباحات التي تحول بينك وبين أداء الحقوق.

وذكر ابن رجب رحمه الله أن الزهد عند السلف له أقسام، فيقول: "وقد قسم كثير من السلف الزهد أقسامًا: فمنهم من قال: أفضل الزهد الزهد في الشرك، وفي عبادة ما عبد من دون الله، ثم الزهد في الحرام كله من المعاصي، ثم الزهد في الحلال، وهو أقل أقسام الزهد، فالقسمان الأولان من هذا الزهد كلاهما واجب، والثالث ليس بواجب، فإن أعظم الواجبات الزهد في الشرك، ثم في المعاصي كلها.


(١) مدارج السالكين (٢/ ١٤).
(٢) الزهد لوكيع (٢٢٢) ت: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار المدينة المنورة، ط ١، ١٤٠٤ هـ.
(٣) ينظر: الزهد الكبير للبيهقي (٨٠)، ت، عامر أحمد حيدر، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت، ط ٣، ١٩٩٦ م.
(٤) مجموع الفتاوى (١٠/ ٦١٥).
(٥) مدارج السالكين (٢/ ١٢) مع تصرف يسير.

<<  <   >  >>