للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويطمئن القلب به ويقوى، ولا يفت في عضدها ولا يخيفها إرجاف الشياطين وأوليائهم، وذلك بسبب قوة الإيمان في القلوب، قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ١٣٩].

وقد وصف ابن كثير رحمه الله حال أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما صدقوا مع الله وامتثلوا هذا الدين قولًا وفعلًا، فقال: "وقد كان للصحابة -رضي الله عنهم- في باب الشجاعة والائتمار بأمر الله وامتثال ما أرشدهم إليه ما لم يكن لأحد من الأمم والقرون قبلهم، ولا يكون لأحد ممن بعدهم؛ فإنهم ببركة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- وطاعته فيما أمرهم فتحوا القلوب والأقاليم شرقًا وغربًا في المدة اليسيرة، مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم من الروم والفرس والترك والصقالبة (١) والبربر (٢) والحبوش (٣) وأصناف السودان والقبط وطوائف بني آدم، قهروا الجميع حتى علت كلمة الله، وظهر دينه على سائر الأديان، وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين سنة، فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وحشرنا في زمرتهم، إنه كريم وهاب" (٤).


(١) الصقالبة هم جيل حمر الألوان، صهب الشعور يتاخمون بلاد الخزر، في أعالي جبال الروم. وقيل: الصقالبة بلاد بين بلغار وقسطنطينية، وصار يطلق على الموالي الذين جلبوا من بلاد البلغار والقوقاز وما حولها، وأصبحوا أحد عناصر المجتمع الأندلسي والمغاربي.
ينظر: معجم البلدان (٣/ ٤١٦)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (٢/ ٨٤٧)، الموسوعة الحرة على الشبكة.
(٢) مجموعة عرقية ثقافية يسكنون شمال أفريقيا مختلفة عن العرب، وهم السكان الأصليون للشمال الأفريقي، ولما جاء الإسلام دخلوا فيه وظهر منهم العلماء والقادة، وهم قبائل وشعوب كثيرة.
ينظر: المسالك والممالك للبكري (١/ ٣٢٩)، معجم البلدان (١/ ٣٦٨)، موقع إسلام ويب على الشبكة.
(٣) يطلق على سكان الحبشة.
(٤) تفسير ابن كثير (٤/ ٧٢).

<<  <   >  >>