للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خِيفَةً مُوسَى (٦٧) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (٦٨) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (٦٩) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (٧٠) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (٧١) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه: ٦٥ - ٧٦].

وهذا نموذج آخر على الرضا بما يلقاه في ذات الله: فعن أَبَي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَشَرَةَ رَهْطٍ (١) سَرِيَّةً عَيْنًا (٢)، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالهَدَأَةِ (٣) -وَهُوَ


(١) الرهط في اللغة: يطلق على المجموعة من الثلاثة إلى العشرة.
ينظر: معجم مقاييس اللغة (٢/ ٤٥٠) مادة (رهط).
(٢) السرية قطعة من الجيش أكثرها أربعمائة، وسموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، مِنْ الشيء السَّرِيِّ النَّفِيس، وقيل: أصلها من السرى لأنها تخرج في الليل حتى لا يعلم بها أحد.
ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة (١/ ٢٢٧)، ت: عبد الله الجبوري، مطبعة العاني بغداد، ط ١، ١٣٩٧ هـ، النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٣٦٣). مادة (سرى)، والمقصود من إرسال هذه السرية تتبع أخبار العدو.
(٣) ويسمى أيضًا بالْهَدَّة، وهو الموقع الذي حصلت فيه مقتلة الصحابة وهو أسفل الهدة ويسمى الرجيع، وهو ماء يعرف باسم «الْوَطِيَّةِ»، يقع شمال مكة على مسافة سبعين كلم، ويقع في شرق عسفان يسار الخارج من عسفان إلى مكة، وتسمى المنطقة كلها اليوم بهدى الشام.
ينظر: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (١٢٥) لمحمد بن محمد حسن شُراب، دار القلم الشامية بيروت، دمشق، ط ١، ١٤١١ هـ، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (١٣٨)، معجم معالم الحجاز (١٨٢٥) لعاتق البلادي، دار مكة للنشر والتوزيع مكة المكرمة، ط ٢، ١٤٣١ هـ.

<<  <   >  >>