للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن الله لا يتخلى عن عبده المؤمن في وقت الشدائد والفتن، فيعطيه من أسباب الثبات بقدر ما معه من الإيمان والعمل الصالح كما سبق.

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «تَعَرَّفْ إِلَي الله فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» (١).

وكذلك ابتلاء الله لعبده يدل على محبته له، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ» (٢).

وأصل البلاء: الاختبار (٣)، ويكون بالخير والشر كما قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: ٣٥].


(١) أخرجه أحمد في المسند (٥/ ١٩) ح (٢٨٠٢)، والمعجم الكبير للطبراني (١١/ ٢٢٣) ح (١١٥٦٠) وهذا لفظه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٥٦٩) ح (٢٩٦١)، وقال الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (٥/ ١٩): "حديث صحيح".
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٣٩/ ٣٥) ح (٢٣٦٢٣) عن محمود بن لبيد، وعن أنس عند الترمذي في أبواب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء (٤/ ٦٠١) ح (٢٣٩٦) وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"، وابن ماجه واللفظ له في كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء (٢/ ١٣٣٨) ح (٤٠٣١)، وذكره في مجمع الزوائد بلفظ مقارب في كتاب الجنائز، باب شدة البلاء، وقال (٢/ ٢٩١) ح (٣٧٣٦): "رواه أحمد، ورجاله ثقات"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٤٢٤) ح (٢١١٠)، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند (٣٩/ ٣٥) ح (٢٣٦٢٣): "إسناده جيد".
(٣) ينظر: الصحاح (٦/ ٣٢٨٥) مادة (بلا)، معجم مقاييس اللغة (١/ ٢٩٣) مادة (بلوى)، تفسير ابن كثير (١/ ٢٥٩).

<<  <   >  >>