للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المرسلات: ٤٣].

ويقول تعالى عن أعظم نعيم أهل الجنة وهو رؤية وجه تعالى:

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]، وصح في ذلك الخبر أن الزيادة رؤية وجه الله تعالى (١).

وقال تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥].

أما الأحاديث الدالة على الفوز بنعيم الجنة فكثيرة، منها:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: ١٧]» (٢).

وأخفى الله ما أعده لعباده الصالحين في جنات النعيم، ووصفه بهذا الوصف المجمل للتتشوق إليه القلوب، وتتعلق به، وتهيج إليه النفوس (٣)، وتسارع وتسابق في أسباب الحصول على هذا النعيم، كما قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: ٢١].

وقال تعالى حاثًّا لعباده في المسارعة إلى الجنة: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ


(١) ينظر: صحيح مسلم كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم -سبحانه وتعالى- (١/ ١٦٣) ح (١٨١).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (٤/ ١١٨) ح (٣٢٤٤)، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٤/ ٢١٧٤) ح (٢٨٢٤).
(٣) ينظر: تفسير السعدي (٤٩٧).

<<  <   >  >>