للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ذهاب أسباب الاختلاف والتباغض من القلوب حتى لا يتكدر النعيم.

٣ - التنعم بالحور العين.

٤ - التلذذ بذكر الله بدون جهد منهم، بل يكون بطريقة لا إرادية، كما يتنفس الإنسان في الدنيا.

٥ - يبعد الله عنهم كل أسباب تكدير النعيم وتنغيصه من الأمور التي تتقذر منها النفوس؛ مثل البصاق والمخاط والحيض عند النساء ونحوه، ويجعل الله الرشح مسكًا يفوح من أجسادهم.

٦ - لا يمرضون لأن في المرض تنغيصًا ومشقة وأذى يتنافى مع التلذذ بنعيم الجنة.

٧ - ومن كمال النعيم وزيادة الترفه في الجنة آنية أكلهم وشربهم من الذهب والفضة.

٨ - ومن كمال التلذذ بالنعيم أن رائحة بخور العود لا تنقطع عنهم، وهذا البخور في الجنة لا يلزم منه أن يكون بنار مما لا يتناسب مع نعيم الجنة، وهذا أمر ممكن حاصل في زمننا، هناك مباخر لا يستخدم فيها الجمر، والله على كل شيء قدير (١).

وعن أَبُي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادَ الْمُضَمَّرَ السَّرِيعَ مِائَةَ عَامٍ مَا يَقْطَعُهَا» (٢).

وهذا النعيم في الجنة لا يستطيع الخيال مهما سبح أن يصل إلى تصوره، وهو مندرج ضمن قول الله تعالى في الحديث القدسي: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».


(١) وهذا مما أشكل على بعض شراح الحديث، ينظر: فتح الباري (٦/ ٣٢٤).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (٤/ ٢١٧٦) ح (٢٨٢٨).

<<  <   >  >>