للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والباطل والخطأ والصواب (١)، قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: ٤٠].

والنور يهبه الله لمن بذل أسبابه، فالعلم بكتاب الله تعالى وتدبره والعمل به له أثره على حصول نور البصيرة في القلب، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: ١٥، ١٦]، فالنور في قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} هو القرآن العظيم (٢) الذي من تمسك به جعل الله له نورًا يشرق في قلبه يعرف به الحق من الباطل، فقال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي: يهدي به الله من اجتهد وحرص على مرضاة الله إلى أقوم طريق وأوضح سبيل، وهو العلم بالحق والعمل به إجمالًا وتفصيلًا، فيخرجهم بالقرآن من ظلمات الكفر والبدعة والمعاصي إلى نور الإيمان والسنة والطاعة والعلم والذكر، وكل هذه الهداية بإذن الله الذي لا يكون إلا ما يشاء (٣).

وجاءت النصوص في بيان أثر العلم بالقرآن والسنة في حصول نور البصيرة الذي له أعظم الأثر في هداية العبد إلى الله تعالى، ومن ذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا


(١) ينظر: إعلام الموقعين (٤/ ١٩٩)، ومفتاح دار السعادة (١/ ١٢٧).
(٢) ينظر: تفسير ابن كثير (٣/ ٦٨)، تفسير السعدي (٢٢٦).
(٣) ينظر: تفسير السعدي (٢٢٦).

<<  <   >  >>