للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أَبَي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ» (١).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّهَارِ، لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ، حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ فَقَالَ: «أَثَمَّ لُكَعُ؟ أَثَمَّ لُكَعُ (٢)؟» يَعْنِي حَسَنًا، فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لِأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا (٣)، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى، حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ» (٤).

وعن بُرَيْدَةَ -رضي الله عنه- يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ المِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «صَدَقَ اللهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: ١٥]، نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا» (٥).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (٨/ ٧) ح (٥٩٩٧)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب رحمته -صلى الله عليه وسلم- الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (٤/ ١٨٠٨) ح (٢٣١٨).
(٢) يطلق على أكثر من معنى يفهم من السياق، ومنها: الصغير، وهو المقصود هنا.
ينظر: الصحاح (٣/ ١٢٨٠)، النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٢٦٨)، لسان العرب (٨/ ٣٢٢) مادة (لكع).
(٣) السخاب: قلادة من أطياب كالقرنفل والمحلب وغيرهما، يلبسه الصبيان والجواري، وقيل: قلادة من خيط وخرز.
ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٣٤٩)، لسان العرب (١/ ٤٦١) مادة (سخب).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق (٣/ ٦٦) ح (٢١٢٢)، ومسلم واللفظ له في كتاب فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما (٤/ ١٨٨٢) ح (٢٤٢١).
(٥) أخرجه أحمد (٣٨/ ٩٩) ح (٢٢٩٩٥)، والترمذي في أبواب المناقب، باب .. (٥/ ٦٥٨) ح (٣٧٧٤)، والنسائي في كتاب صلاة العيدين، باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة (٣/ ١٩٢) ح (١٥٨٥)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (٣/ ١٧٣٨) ح (٦١٦٨)، وقال محقق مسند أحمد (٣٨/ ١٠٠) ح (٢٢٩٩٥): "إسناده قوي".

<<  <   >  >>