للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيوتهم، ويقترب الشيطان منهم، فيحل الشقاق محل الوفاق، والاختلاف والتنازع محل الائتلاف والتوافق، فيجلب الشيطان عليهم بقواته حتى تتمزق البيوت ويتشتت شمل الأسرة، فيفرح الشيطان بهدم ذلك البيت بالطلاق.

ومن أراد النجاح في حياته الزوجية، فعليه الأخذ بوصيته -صلى الله عليه وسلم- بالنساء بالرحمة بهن والشفقة عليهن، وتحمل ما يحصل منهن من طبيعة العوج اللاتي فيهن.

مثال على تعامله مع طبيعة المرأة والرحمة بها عند حدوث الغيرة منها التي هي من طبيعة العوج الذي وجد مع المرأة:

عن أنس -رضي الله عنه-: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ، وَيَقُولُ: «غَارَتْ أُمُّكُمْ»، ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ (١).

والأمثلة على رحمته -صلى الله عليه وسلم- كثيرة أكتفى بما ذكر.


(١) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب الغيرة (٧/ ٣٦) ح (٥٢٢٥).

<<  <   >  >>