هذه الآيات تدل على وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة، فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والاختلاف والتفرق إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما، والتحاكم إليهما في صغير الأمر وكبيره، مع التسليم والانقياد التام لأمر الله ولأمر رسوله دون أدنى ضيق أو حرج.
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ:«اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. الحديث.
وعن أبي شريح الخزاعي -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ:«أَبْشِرُوا وَأَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «إِنَّ