للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب) قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١، ٢].

فجعل الله -سبحانه وتعالى- على رأس صفات المؤمنين في أول سورة المؤمنون الخشوع في صلاتهم.

نقل الطبري رحمه الله عن الحسن (١) في معنى قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، قال: "كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك البصر، وخفضوا به الجناح" (٢).

أي: جعلوا أبصارهم في موضع سجودهم، واستحضروا عظمة الوقوف بين يدي الله، فخفضوا الجناح له من هيبته في قلوبهم (٣).

وقال ابن كثير (٤) رحمه الله:


(١) الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد، تابعي، كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه. وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان العباد. ولد بالمدينة، وكانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة فكانت تذهب لمولاتها في حاجة وتشاغله أم سلمة بثديها، فربما در عليه، وتوفي عليه رحمة الله سنة (١١٠ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٦٣)، الوافي بالوفيات (١٢/ ١٩٠) للصفدي، ت: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث بيروت، ١٤٢٠ هـ، الأعلام للزركلي (٢/ ٢٢٦).
(٢) تفسير الطبري (١٧/ ٨).
(٣) ونقل ابن أبي شيبة في مصنفه (٢/ ١٢٥) رقم (٧٢٤٥) ت: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد الرياض، ط ١، ١٤٠٩ هـ عن مجاهد رحمه الله قال: "كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع"، قال مجاهد: وحدثت أن أبا بكر كان كذلك.
(٤) الإمام العلامة، الحافظ الكبير، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصري ثم الدمشقي الفقيه الشافعي، المحدث المفتي البارع فقيه متفنن، محدث متقن، مفسر، وكان رحمه الله جيد الحفظ والفهم، مستقل الرأي، يدور مع الدليل حيث دار ولا يتعصب لمذهب، وكان يستحضر كثيرًا من التفسير والتاريخ، قليل النسيان، سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته، له مؤلفات كثيرة كالتفسير والبداية والنهاية وجامع المسانيد والسنن وغير ذلك، وتوفي رحمه الله تعالى في سنة (٧٧٤ هـ).
ينظر: الدرر الكامنة (١/ ٤٤٥)، شذرات الذهب (١/ ٦٧)، موسوعة مواقف السلف (٨/ ٣٧٤).

<<  <   >  >>