للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإِخْلَاصِهِمْ» (١).

وذكر الله في كتابه أنه سيتولى إظهار هذا الدين على جميع الأديان وتأييده بأن الله يتمه، ويظهر أهله العاملين به حقًّا وصدقًا في الباطن والظاهر، فقال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٢، ٣٣].

وقال تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: ٨، ٩].

وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ». وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ: "قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ" (٢).


(١) أخرجه النسائي في سننه الصغرى بهذا اللفظ من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في كتاب الجهاد، الاستنصار بالضعيف (٦/ ٤٥) ح (٣١٧٨)، وهو أيضًا في السنن الكبرى له (٤/ ٣٠٥) ح (٤٣٧٢)، والسنن الكبرى للبيهقي في كتاب صلاة الاستقساء، باب استحباب الخروج بالضعفاء والصبيان والعبيد والعجائز (٣/ ٤٨٠) ح (٦٣٨٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٤٧٠) ح (٢٣٨٨)، وأورده شعيب الأرناؤوط في هامش تعليقه على صحيح ابن حبان (١١/ ٨٦) ح (٤٧٦٨) وقال: "وهذا إسناد صحيح"، وأصل الحديث في صحيح البخاري بلفظ (٤/ ٣٧) ح (٢٨٩٦) «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟!».
(٢) أخرجه أحمد (٢٨/ ١٥٤ - ١٥٥) ح (١٦٩٥٧)، والحاكم في المستدرك في كتاب الفتن والملاحم (٤/ ٤٧٧) ح (٨٣٢٦) وصححه ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد في المغازي والسير، باب تبليغ النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أرسل به وصبره على ذلك (٦/ ١٤) ح (٩٨٠٧): "رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح"، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند أحمد (٢٨/ ١٥٥) ح (١٦٩٥٧): "إسناده صحيح على شرط مسلم".

<<  <   >  >>