للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قصده، ومن كان بخلاف ذلك، فالإخفاء في حقه أفضل، وعلى ذلك جرى عمل السلف، فمن الأول حديث حماد بن سلمة (١) عن ثابت (٢) عن أنس قال: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلًا يقرأ ويرفع صوته بالذكر، فقال: "إِنَّهُ أَوَّابٌ" قال: فإذا هو المقداد بن الأسود أخرجه الطبري (٣).

ومن الثاني حديث الزهري عن أبي سلمة (٤) عن أبي هريرة قال قام رجل يصلي، فجهر بالقراءة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسمعني، وأسمع ربك» أخرجه أحمد (٥)، وابن أبي خيثمة (٦)، وسنده حسن" (٧).


(١) حماد بن سلمة بن دينار البصري الإمام، القدوة، شيخ الإسلام، وكان مع إمامته في الحديث إمامًا كبيرًا في العربية، فقيهًا، فصيحًا، رأسًا في السنة، كان شديدًا على المبتدعة، توفي رحمه الله سنة (١٦٧ هـ).
ينظر: الثقات لابن حبان (٦/ ٢١٦)، سير أعلام النبلاء (٧/ ٤٤٤)، الأعلام (٢/ ٢٧٢).
(٢) ثابت بن أسلم أبو محمد البُنَانِي الإمام، القدوة، شيخ الإسلام، أبو محمد مولاهم، البصري. أحد أئمة التابعين في البصرة، وكان رأسًا في العلم، والعمل ثقة رفيعًا، توفي رحمه الله سنة (١٢٧ هـ).
ينظر: تهذيب الكمال (٤/ ٣٤٢)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٢٢٠)، تاريخ الإسلام (٣/ ٣٨٢).
(٣) لم أقف عليه فيما تيسر من مصادر، ولكني وجدت قريبًا منه في مسند أحمد (٣١/ ٣٠٦) ح (١٨٩٧١) ولفظه: عَنِ ابْنِ الْأَدْرَعِ قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، قَالَ: فَرَآنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْنَا، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، يُصَلِّي يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ، قَالَ: فَرَفَضَ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ»، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَحْرُسُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَرَرْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي بِالْقُرْآنِ، قَالَ: فَقُلْتُ: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «كَلَّا إِنَّهُ أَوَّابٌ»، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ ذُو الْبِجَادَيْن. وقال في مجمع الزوائد (٩/ ٣٦٩) ح (١٥٩٨٢): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح"، وحسن إسناده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٤/ ٢٨٥) ح (١٧٠٩)، والحديث ضعف إسناده محقق المسند (٣١/ ٣٠٦) ح (١٨٩٧١).
(٤) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي الحافظ أحد الأعلام بالمدينة، وكان إمامًا حجة، واسع العلم، فقيهًا كثير الحديث، توفي سنة (٩٤ هـ)، وقيل: سنة (١٠٤ هـ) عليه رحمة الله.
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٢٨٧)، تاريخ الإسلام (٢/ ١١٩٩)، تهذيب التهذيب (١٢/ ١١٥).
(٥) مسند أحمد (١٤/ ٧٢) ح (٨٣٢٦).
(٦) النحوي، المقرئ: أحمد بن زهير بن حرب الإمام أبو بكر بن أبي خيثمة البغدادي، أبو بكر النسائي الحافظ، صاحب التاريخ الكبير الكثير الفائدة، كان ثقة، عالمًا، متقنًا، حافظًا، بصيرًا بأيام الناس، راوية للأدب، توفي رحمه الله سنة (٢٧٩ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (٥/ ٢٦٥)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٤٩٢)، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (١/ ١٩٦).
ولم أعثر على هذا الحديث في كتب ابن أبي خيثمة المطبوعة والعلم عند الله.
(٧) فتح الباري (١١/ ٣٣٧).

<<  <   >  >>