للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ، وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ» (١).

نقل النووي كلام العلماء في معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ» فقال رحمه الله: "قال العلماء: معناه: هذه البشرى المعجلة له بالخير وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له، فيحببه إلى الخلق كما سبق في الحديث (٢)، ثم يوضع له القبول في الأرض، هذا كله إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم، وإلا فالتعرض مذموم" (٣).

قال السيوطي (٤) رحمه الله: "قال: «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ» أي: هذه البشرى المعجلة دليل للبشرى المؤخرة إلى الآخرة" (٥).


(١) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره (٤/ ٢٠٣٤) ح (٢٦٤٢).
(٢) يشير رحمه الله إلى حديث: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ»، وحديث أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ فَيُحِبُّهُ النَّاسُ؟ قَالَ: «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ». أخرجه أحمد في المسند (٣٥/ ٣٧٩) ح (٢١٤٧٧)، وصحح إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند أحمد (٣٥/ ٣٧٩) ح (٢١٤٧٧).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٨٩).
(٤) الإمام الكبير صاحب التصانيف النحوي اللغوي المفسر عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي، جلال الدين، حافظ مؤرخ أديب، وله الكثير من المصنفات في شتى الفنون منها: الدر المنثور، تدريب الراوي، الاتقان في علوم القرآن وغيرها، في تفسيره يميل إلى طريقة الأشاعرة في الصفات، توفي رحمه الله سنة (٩١١ هـ).
ينظر: البدر الطالع (١/ ٣٢٨)، الأعلام (٣/ ٣٠١)، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (٢/ ١١٥٣).
(٥) شرح السيوطي على مسلم (٥/ ٥٥٦) ت: أبو إسحاق الحويني، دار ابن عفان، الخبر، ط ١، ١٤١٦ هـ.

<<  <   >  >>