للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الطبري رحمه الله: "والله ذو علم بالذي في صدور خلقه من خير وشر وإيمان وكفر، لا يخفى عليه شيء من أمورهم، سرائرها وعلانيتها، وهو لجميع ذلك حافظ، حتى يجازي جميعهم جزاءهم على قدر استحقاقهم" (١).

١١ - طهارة القلب وصلاحه من أسباب النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة:

قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: ٤١].

ومما يدل على أهمية عمل القلب ما يستنبط من الآية الكريمة أن طهارة القلوب سبب للسلامة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (٢)، قال السعدي رحمه الله: "ودل على أن طهارة القلب سبب لكل خير، وهو أكبر داع إلى كل قول رشيد وعمل سديد" (٣).

١٢ - ولمكانة خشوع القلب لذكر الله تعالى وما نزل من الحق، فقد عاتب المؤمنين على عدم ذلك، وحذرهم من قسوة القلب:

قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: ١٦].


(١) تفسير الطبري (٦/ ١٧٠).
(٢) وهذا يكون بمفهوم المخالفة، وهو حجة عند جمهور أهل الأصول ما عدا الأحناف.
ينظر: روضة الناظر وجنة المناظر (٢/ ١١٤) لابن قدامة المقدسي، مؤسسة الريّان للطباعة والنشر والتوزيع، ط ٢، ١٤٢٣ هـ.
(٣) تفسير السعدي (٢٣٢).

<<  <   >  >>