للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودب إلى القلوب داء الأمم الحسد والبغضاء كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟! أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» (١).

واستغلَّ الشيطان هذه الأجواء ليستفيد من إذكاء نار الفتنة وزيادة الفرقة والتنازع بتحريشه بينهم، كما في حديث جَابرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» (٢).


(١) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٢٩) ح (١٤١٢)، والترمذي واللفظ له في أبواب صفة القيامة والرقائق والورع، باب .. (٤/ ٦٦٤) ح (٢٥١٠) وذكر أن الحديث مختلف فيه، وجوّد إسناده كل من المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٢٨٥) ح (٤٠٨٤) والهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب الأدب، باب أجر السلام (٨/ ٣٠) ح (١٢٧٣٢)، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣/ ٢٣) ح (٢٦٩٥).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قرينًا (٤/ ٢١٦٦) ح (٢٨١٢).

<<  <   >  >>