للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقلبها بسبب كثرة أمراضها، وهذا يجعل المؤمن مهتمًّا بالإكثار من هذا الدعاء؛ لخوفه على قلبه من التقلب، فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟! قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ» (١).

٤ - ومما يدل على أهمية عمل القلب أن أحد شرطي (٢) قبول العمل إخلاص العبد لله رب العالمين: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا شَيْءَ لَهُ»، فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا شَيْءَ لَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ» (٣).


(١) أخرجه أحمد في المسند (١٩/ ١٦٠) ح (١٢١٠٧)، والترمذي في أبواب القدر، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن (٤/ ٤٤٨) ح (٢١٤٠) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢/ ١٢٦٠) ح (٣٨٣٤)، والحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في كتاب التفسير، ومن سورة آل عمران (٢/ ٣١٧) ح (٣١٤٠)، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (١/ ٣٧) ح (١٠٢) للخطيب التبريزي، ت: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي بيروت، ط ٣، ١٩٨٥ م، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند (١٩/ ١٦٠) ح (١٢١٠٧): "إسناده قوي على شرط مسلم".
(٢) لا يقبل العمل إلا بشرطين: الإخلاص، ومتابعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(٣) أخرجه النسائي في كتاب الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر (٦/ ٢٥) ح (٣١٤٠)، وجوَّد إسناده ابن حجر في الفتح (٦/ ٢٨) دار المعرفة بيروت، ١٣٧٩ هـ، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب، عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ١١٨) ح (٥٢) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة: الأولى، وقال في صحيح سنن النسائي، مكتبة المعارف الرياض، ط ١، ١٤١٩ هـ، (٢/ ٣٨٣ - ٣٨٤) ح (٣١٤٠): "حسن صحيح".

<<  <   >  >>