للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣ - للإيمان أثر عظيم إذا خالطت حلاوته القلوب، فيفرح العبد به ويستبشر، ويكون ذلك من أسباب الثبات على الإيمان: فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ: سَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ، لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ (١).

١٤ - الكبر من الآفات المفسدة للقلوب، والصادة لها عن الحق، ومن كان في قلبه شيء منه، ولو مثقال ذرة لا يدخل الجنة: فقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً! قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ (٢)، وَغَمْطُ النَّاسِ (٣)» (٤).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة (١/ ١٩) ح (٥١).
(٢) أي: يتكبر عن الحق ولا يقبله.
ينظر: تهذيب اللغة (١٣/ ٢٢٩)، النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٣٥) مادة (بطر).
(٣) أي: احتقار الناس وازدراؤهم والاستهانة بهم.
ينظر: غريب الحديث لابن سلام (٣/ ٣١٤) ت: د. محمد عبد المعيد خان، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، ط ١، ١٣٨٤ هـ، النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٣٨٧) مادة (غمط).
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه (١/ ٩٣) ح (٩١).

<<  <   >  >>