للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن كانت غير عاملة -كما ذهب إليه سيبويه (١) -، والاسم بعدها مركب معها مبني على الفتح، فليس الكلام فيه.

وأما حرف النداء؛ فعامل في المنادى عند بعضهم، قال (٢): "والذي يظهر لي الآن أن النداء (٣) تصويت بالمنادى نحو "ها" ونحو "يا" (٤)، وأن المنادى منصوب بالقصد إليه وإلى ذكره، كما تقدم من قولنا في كل مقصود إلى ذكره مجردًا عن الإخبار عنه: إنه منصوب. ويدلك على أن حرف النداء ليس بعامل وجود العمل في الاسم دونه، نحو: "صاحب زيد أقبل"، و {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} [يوسف: ٢٩] وإن كان مبنيًّا عندهم فإنه بناء كالعمل. ألا تراه ينعت على اللفظ كما ينعت المعرب؟ ولو كان حرف النداء عاملًا لما جاز حذفه وإبقاء عمله.

فإن قلت: فلِمَ عملت النواصب والجوازم في المضارع؟ والفعلُ بعدها جملة قد عمل بعضه في بعض، ثم إن المضارع قبل دخول العامل عليه كان مرفوعًا، ورفعه بعامِل، وهو وقوعه موقع الاسم, فهلَاّ مَنع هذا العامل هذه الحروف من العمل، كما منع الابتداء الحروف الداخلةَ على الجملة من العمل؛ إِلَّا أن يُخشى انقطاع الجملة، كما خِيف في "إِن" وأخواتها.

فالجواب من وجهين:

أحدهما: أَن العامل في المبتدأ (٥) -وإن كان معنويًا-


(١) انظر: "الكتاب" (١/ ١٤٥). والكلام في مختلف عما هنا، فإن "لا" تعمل عنْدَه.
(٢) القائل هو: السُّهيلي فيِ "نتائج الفكر": (ص/ ٧٧).
(٣) في "النتائج": "أن يا".
(٤) (د): "ونحوها".
(٥) (ق): "الابتداء".