للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسم الفاعل أتوا بالاسم من الرُّباعي حتى كأنهم لم ينطقوا بالثلاثي، فقالوا: "محب"، ولم يقولوا: "حابٌّ" أصلاً، وجاؤوا إلى المفعول فأتوا به من الفعل الثلاثي في الأكثر، فقالوا: (ق/ ٢٢ أب) "محبوب"، ولم يقولوا: مُحَب إلا نادرًا كما قال (١):

ولقد نزلتِ فلا تظنِّي غيرَه ... مِني بمنزلةِ المُحَب المُكْرمِ

فهذا من "أحببت" كما أن المحبوب من "حببت"، ثم استعملوا لفظ الحبيب في المحبوب أكثر من استعمالهم إياه في المُحِب مع أنه يُطلق عليهما، فمن مجيئه بمعنى المفعول قول ابن الدمينة (٢):

وإن الكثيبَ الفردَ من جانبِ الحِمَى ... إليَّ وإنْ لم آتِهِ لحبيبُ

أى: لمحبوب.

ومن مجيئه للفاعل، قول المُخَبَّل (٣):

أَتهجر ليلى للفراقِ حَبِيْبَها ... وما كان نَفْسًا بالفراق تطِيْب

فهذا بمعنى: محبها، وربما قالوا للحبيب: حِب، مثل: خِدْن، فخِدْن وخَدِين مثل: حبّ وحَبيب. وإذا ثبت هذا فقوله رحمه الله: "الحب ليس بمصدر لأَحببت إنما هو عبارة عن الشغل بالمحبوب"؛ ليس الأمر كما قال! بل هىِ مصدر للثلاثي أَجْرَوه على الفعل الرباعي


(١) البيت لعنترة في معلقته، "ديوانه": (ص/ ١٥).
(٢) (ق): "ابن الزبير" وهو خطأ.
والبيت ضمن قصيدة بائية في "حماسة أبى تمام": (٢/ ١١٣).
(٣) في المطبوعة: المجنون، والبيت في "الخصائص": (٢/ ٣٨٤)، و"شرح شواهد الإيضاح" للقيسي (١/ ٢٤٩)، و"لسان العرب" مادة حبب، و"شرح الكافية" لابن مالك: (٢/ ٧٧٨).