للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك، فقالا: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقًا وشامًا ويمنًا، فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص" (١).

ومنهم من يقول: الإيمان قول وعمل ونية.

قال الشافعي رحمه الله: "وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر" (٢).

ومنهم من يقول: اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (٣).

وهذه العبارات معناها عند السلف واحد، فهي تدل على حقيقة الإيمان وماهيّته الظاهرة والباطنة (٤).

وذكر شيخ الإسلام رحمه الله تنوع أقوال السلف في تفسير الإيمان، وقال: إنها كلها صحيحة (٥).

ثم ذكر خلاصة مهمَّة في سبب ذلك التنوع، وبين أن المقصود منها الرد على


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (١/ ١٩٨).
(٢) نقله اللالكائي عن كتاب الأم في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٥/ ٩٥٦)، ونقله كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٧/ ٢٠٩)، ولم أجده في كتاب الأم المطبوع.
(٣) ينظر: الشريعة للآجري (٢/ ٦١١)، الإبانة الكبرى لابن بطة (٢/ ٧٦٠).
(٤) ينظر: الخراسانية في شرح عقيدة الرازيين (٧٠) لعبد العزيز الطريفي، مكتبة دار المنهاج الرياض، ط ١، ١٤٣٧ هـ.
(٥) ينظر: مجموع الفتاوى (٧/ ١٧٠).

<<  <   >  >>