للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» (١).

وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ، قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْتَدَّ عَلَى فُوقِهِ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ، مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ» الحديث (٢).

ومن حديث علي -رضي الله عنه- يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٣).

إذن ليست العبرة بكثرة تلاوة القرآن بدون فهم وعمل به، بل العبرة والمطلوب هو العمل والتدبر الذي يجعل الآيات تنزل إلى القلب، فينتفع بها، كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه- لذلك الرجل الذي يقرأ المفصل في ركعة في بيان الخطأ الذي وقع فيه: "هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ (٤)! إِنَّ أَقْوَامًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي


(١) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (٤/ ٢٠٠) ح (٣٦١٠)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (٢/ ٧٤٤) ح (١٠٦٤).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٢١/ ٥١) ح (١٣٣٣٨)، وأبو داود في كتاب السنة، باب في قتال الخوارج (٤/ ٢٤٣) ح (٤٧٦٥)، والحاكم في المستدرك في كتاب قتال أهل البغي (٢/ ١٦٠) ح (٢٦٤٨) وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٦٨٤) ح (٣٦٦٨).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم (٩/ ١٦) ح (٦٩٣٠)، ومسلم واللفظ له في كتاب الزكاة، باب التحريض على قتال الخوارج (٢/ ٧٤٦) ح (١٠٦٦).
(٤) والمراد بالهذ هنا: سرعة قراءة القرآن كما يسرع في قراءة الشعر، والهذُّ: السرعة.
ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ٢٥٥) مادة (هذذ).

<<  <   >  >>