للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يرضى ويسلم وينقاد؛ لأن الاختيار يتنافى مع رضاه بالله ربًّا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا، وبالإسلام دينًا (١).

• وقال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢١٦].

• وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: ١١].

قال ابن جرير رحمه الله: "ومن يصدق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك {يَهْدِ قَلْبَهُ} يقول: يوفق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه" (٢).

وقال ابن القيم رحمه الله مبينًا معنى الرضا بالله ربًّا: "أن لا يتخذ ربًّا غير الله تعالى يسكن إلى تدبيره، وينزل به حوائجه.

قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: ١٦٤]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (سيدًا وإلهًا) (٣)، يعني: فكيف أطلب ربًّا غيره وهو رب كل شيء؟! وقال في أول السورة: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأنعام: ١٤] يعني معبودًا وناصرًا ومعينًا وملجأً، وهو من الموالاة التي تتضمن الحب والطاعة.


(١) ينظر: مدارج السالكين (٢/ ١٨٥).
(٢) تفسير الطبري (٢٣/ ١١).
(٣) ينظر: تفسير البغوي (٣/ ٢١٢).

<<  <   >  >>