للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخلاص النية لله تعالى، وإذا أخلص العبد لربه في طلب العلم وصدق معه، فتح الله عليه لذة العلم وحلاوته، فلا يشبع منه ولا يمل، ويستسهل الصعب من أجل الحصول عليه، وقال أحمد بن سنان الواسطي (١): "بلغني أن أحمد بن حنبل رهن نعله عند خباز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن، وأكرى نفسه من ناس من الحمالين عند خروجه، وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة فلم يقبلها منه" (٢) (٣)، ودونك أيضًا هذه الإشارات كما يرويها ابن الجوزي رحمه الله في مناقبه:

١ - قال عبد الله بن أَحمد بن حنبل (٤): "سمعتُ أَبي يقول: كنتُ ربما أَردتُ البكور في الحديث، فتأخذ أُمي بثيابي وتقول: حتى يؤذن الناس، أو حتى يُصبحوا. وكنت ربما بَكّرت إلى مجلس أبي بكر بن عياش (٥) وغيره" (٦).


(١) الإمام، الحافظ، المجود، أحمد بن سنان بن أسد بن حبان الواسطي، القطان، واختلف في سنة، وفاته وصوّب ابن حجر أنه توفي عليه رحمة الله في سنة (٢٥٩ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (١٢/ ٢٤٤)، تهذيب التهذيب (١/ ٣٤)، الأعلام (١/ ١٣٣).
(٢) تاريخ دمشق (٥/ ٣٠٤)، مناقب الإمام أحمد (٣١٠)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٢٠٦).
(٣) وهذا من عفة نفسه رحمه الله.
(٤) الإمام، الحافظ، الناقد، محدث بغداد، عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الرحمن الشيباني، وكان ثقة ثبتًا، وكان عبد الله رجلًا صالحًا صادق اللهجة كثير الحياء، وله الزوائد على كتاب الزهد لأبيه، وله زوائد المسند على مسند أبيه في قرابة عشرة آلاف حديث. توفي عليه رحمة الله سنة (٢٩٠ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١١/ ١٢)، طبقات الحنابلة (١/ ١٨٠)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥١٦)، الأعلام (٤/ ٦٥).
(٥) المقرئ، الفقيه، المحدث، شيخ الإسلام، وبقية الأعلام أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي، والصحيح أن اسمه كنيته توفي رحمه الله سنة (١٩٤ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٦/ ٥٤٢)، سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٩٥)، تهذيب التهذيب (١٢/ ٣٤).
(٦) مناقب الإمام أحمد (٣١)

<<  <   >  >>