للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند موته وقد رآه يبكي، فقال: والله، ما أبكي على دنيا كنتُ أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنتُ أتعلمهما منك.

فقال معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: إنَّ العلمَ والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما، اطلب العلم عند أربعة: عند عُويمر أبي الدرداء، وعند عبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وذكر الرابع، فإن عَجَز عنه هؤلاء فسائر أهل الأرض أعجز، فعليك بمعلم إبراهيم صلوات الله عليه (١) " (٢).

ويذكر عمر بن المظفر ابن الوردي (٣) رحمه الله أنه صلَّى خلف ابن تيمية التراويح


(١) لم أجد هذا الأثر بهذا اللفظ عن مالك بن يخامر فيما تيسر لي من مصادر، ووجدته بلفظ آخر عن يزيد بن عميرة وليس فيه موضع الشاهد، ولفظه: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ المَوْتُ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَوْصِنَا، قَالَ: أَجْلِسُونِي، فَقَالَ: إِنَّ العِلْمَ وَالإِيمَانَ مَكَانَهُمَا، مَنْ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَالتَمِسُوا العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ، عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الجَنَّةِ»، وبهذا اللفظ أخرجه الإمام أحمد (٣٦/ ٤١٨) ح (٢٢١٠٤)، وقال محقق المسند (٣٦/ ٤١٩) ح (٢٢١٠٤): "إسناده صحيح"، وأخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- (٥/ ٦٧١) ح (٣٨٠٤) وقال: "حَسَنٌ غَرِيبٌ"، وصححه الحاكم في المستدرك في كتاب معرفة الصحابة -رضي الله عنهم-، ذكر مناقب عبد الله بن سلام الإسرائيلي -رضي الله عنه- (٣/ ٤٧٠) ح (٥٧٥٨) ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (٣/ ١٧٥٧) ح (٦٢٤٠)، وينظر: تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (١/ ٨٧).
(٢) إعلام الموقعين (٤/ ١٩٧ - ١٩٨).
(٣) عمر بن المظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس المعري زين الدين ابن الوردي الفقيه الشافعي الشاعر المشهور نشأ بحلب وتفقه بها ففاق الأقران، له الكثير من المصنفات منها: تاريخ ابن الوردي، نظم الحاوي الصغير في فقه الشافعي، وشرح الفية ابن مالك، مات رحمه الله سنة (٧٤٩ هـ).
ينظر: الدرر الكامنة (٤/ ٢٢٨)، البدر الطالع (١/ ٥١٤)، الأعلام (٥/ ٦٧).

<<  <   >  >>