للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى البصرة (١)، والتقى بعلمائها وقرأ عليهم، وكان في رحلاته لا يفتر عن مهمته الرئيسة: الدعوة إلى التوحيد، ثم رحل الشيخ إلى الأحساء (٢)، وأخذ عن علمائها، ثم استقر به المقام في نجد وبدأ في نشر دعوته، وعندما استقر الشيخ في نجد لم تنقطع صلته بالعلم، بل كان كما يذكر الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف (٣) يقرأ على والده، وبعد فراغه من القراءة يخلو بنفسه ويعكف على دراسة الكتاب والسنة وتفاسير علماء السلف الأجلاء وشروحهم بتدبر وإمعان، فبلغ رحمه الله الغاية القصوى والطريقة المثلى في معرفة معاني الكتاب والسنة، واستنباط ما فيهما من الأسرار الشرعية والأحكام الدينية، وأكب على مطالعة مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، فازداد بهما علمًا وتحقيقًا ومعرفة، وبصيرة في كتاب الله تعالى، وإدراكًا لمعانيه وأسراره، والاهتداء به في شئون الحياة (٤).

وهنا يظهر التوفيق الرباني لهذا الإمام الذي يعده الله لمهمة عظيمة كبيرة، وهي


(١) البصرة: بناها عتبة بن غزوان رحمه الله سنة (١٧ هـ) بأمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهي: مدينة عراقية تقع جنوبي العراق بالقرب من التقاء نهري دجلة والفرات. وتعدّ البصرة من أكبر المدن العراقية بعد بغداد، والميناء الرئيس للدولة.
ينظر: البلدان لليعقوبي (١٥٩) دار الكتب العلمية بيروت، ط ١، ١٤٢٢ هـ، الموسوعة العربية العالمية (٤/ ٤٢٦)، موقع الموسوعة الحرة على الشبكة.
(٢) محافظة الأحساء من أكبر المحافظات في المملكة العربية السعودية، وتقع في الجزء الشرقي من المنطقة الشرقية، وهي واحة كثيرة النخيل.
ينظر: الموسوعة الحرة على الشبكة.
(٣) عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، ولد في مدينة الرياض سنة (١٣٣٢ هـ)، ثم انتقل إلى مكة سنة (١٣٥٣ هـ) وتلقى العلم أولًا في الرياض على مشايخها، فقرأ القرآن الكريم حتى ختمه، وتلقى مبادئ العلوم، ثم لما انتقل إلى مكة أخذ العلم عن جملة من مشايخها الوافدين وغيرهم، وله مجموعة من الكتب منها: مشاهير علماء نجد وغيرهم، وعلماء الدعوة ومناصروها وغير ذلك.
ينظر: مشاهير علماء نجد وغيرهم (٣٢٠) فإن لمؤلف الكتاب ترجمة في آخره بعنوان: المؤلف في سطور.
(٤) ينظر: مشاهير علماء نجد وغيرهم (١٨).

<<  <   >  >>