للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (١) رحمه الله: "أمده الله بكثرة الكتب وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك وعدم النسيان، سمع الحديث، وأكثر في طلبه، وكتب ونظر في الرجال والطبقات، وحصل ما لم يحصل غيره، برع في تفسير القرآن، وغاص في دقائق معانيه، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها، وبرع في الحديث وحفظه، فقلَّ من يحفظ مثله مع سرعة استحضاره له وقت إقامة الدليل، وفاق الناس في معرفة الفقه، واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب بل بما يقوم دليله عنده، تمسك بأصول الكتاب والسنة، وتأيد بإجماع سلف الأمة" (٢).

بعد أن نهل الشيخ من علم أبيه الذي يغلب عليه الجانب الفقهي تطلع إلى المزيد، وذلك بالسير على منهج الأسلاف في الرحلة في طلب العلم الشرعي مهما كلف ذلك من مشقة وعناء.

فبدأ رحلته بحج بيت الله الحرام، فلما قضى حجه سار إلى المدينة النبوية فقضى بها زمنًا أخذ فيه العلم عن علمائها المشهورين في ذلك الزمان، فأقام الشيخ في المدينة ما شاء الله، ثم خرج منها إلى نجد (٣)، فقصد بلدة العيينة، وأقام بها قرابة سنة، ثم تجهز


(١) الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم من آل عاصم، أبو عبد الله القحطاني صاحب الدرر السنية وغيرها. وقد قام بعملين عظيمين استغرقا منه جهدًا كبيرًا وهما: جمع فتاوى علماء نجد، وجمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، توفي رحمه الله سنة (١٣٩٢ هـ).
ينظر: الأعلام (٣/ ٣٣٦)، علماء نجد خلال ثمانية قرون (٣/ ٢٠٢)، موسوعة مواقف السلف (٩/ ٥٣٨)
(٢) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٦/ ٣٢٣).
(٣) النجد: ما ارتفع من الأرض، ويقصد به المنطقة التي تقع في وسط المملكة العربية السعودية الممتدة من نفود الدهناء في الشرق إلى أطراف جبال الحجاز الشرقية غربًا، ومن صحراء النفود الكبرى شمالًا إلى أطراف الربع الخالي جنوبًا.
ينظر: المعجم الجغرافي عالية نجد (٣) لسعد بن عبد الله بن جنيدل، من مطبوعات دار اليمامة الرياض، الموسوعة الحرة على الشبكة.

<<  <   >  >>