للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استدلَّ أهل العلم بهذه الآية على أن العقل محله القلب، وفيها دلالة صريحة على ذلك؛ حيث إنه -سبحانه وتعالى- أسند العقل إلى القلب لأنه محله، كما أن السمع محله الأذن، ودونَك طرفًا من أقوالهم في تفسيرهم لهذه الآية:

قال القرطبي (١) رحمه الله: "أضاف العقل إلى القلب لأنه محله" (٢).

وقال السمعاني (٣) رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "أي: يعلمون بها، ويقال: إن العقل علم غريزي (٤)، واستدل من قال: إن محله القلب بهذه الآية" (٥).


(١) محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري المالكي أبو عبد الله القرطبي، وكان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين الزاهدين في الدنيا، المشغولين بما يعنيهم من أمور الآخرة، وكان إمامًا علمًا، من الغوّاصين على معاني الحديث، حسن التصنيف، جيد النقل، وكان رحمه الله في تفسيره يميل إلى مذهب الأشعري في العقيدة في باب الأسماء والصفات. من مؤلفاته: الجامع لأحكام القرآن، الكتاب الأسنى في أسماء الله الحسنى، والتذكرة بأمور الآخرة وغيرها. توفي عليه رحمة الله في سنة (٦٧١ هـ).
ينظر: شذرات الذهب (٧/ ٥٨٤) لابن العماد الحنبلي، ت: محمود الأرناؤوط، وخرج أحاديثه عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير دمشق بيروت، ط ١، ١٤٠٦ هـ، نفح الطيب (٢/ ٢١٠) للتلمساني، ت: إحسان عباس، دار صادر بيروت، موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (٧/ ٣٩٦) للمغرواي، المكتبة الإسلامية القاهرة والنبلاء للكتاب مراكش، ط ١.
(٢) تفسير القرطبي (١٢/ ٧٧) ت: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية القاهرة، ط ٢، ١٣٨٤ هـ.
(٣) أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار التميمي السَّمْعاني، مفتي خرسان، له تصانيف عديدة، وكان شوكًا في أعين المخالفين وحجة لأهل السنة، وكان مناظرًا فقيهًا، وصنف التفسير وكتاب الانتصار في الحديث، والبرهان والقواطع في أصول الفقه، وغيرها، توفي رحمه الله في سنة (٤٨٩ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (١٩/ ١١٤)، البداية والنهاية (١٦/ ١٥٩) لابن كثير، ت: عبد الله التركي، دار هجر، ط ١، ١٤١٨ هـ، سنة النشر ١٤٢٤ هـ، موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (٦/ ٣٦٨).
(٤) من الغريزة وهي الطبيعة، وكأنها شيء غرز في الإنسان، ينظر في ذلك: مقاييس اللغة (٤/ ٤١٦)، لسان العرب (٥/ ٣٨٧) مادة (غرز).
(٥) تفسير السمعاني (٣/ ٤٤٥) ت: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس دار الوطن الرياض، ط ١، ١٤١٨ هـ.

<<  <   >  >>