للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشنقيطي (١) رحمه الله: "والتحقيق: أن العقل في القلب كما دل عليه الوحي" (٢).

وقال أيضًا: "والآية تدل على أن محل العقل في القلب، ومحل السمع في الأذن" (٣).

الدليل الثاني على أنه في القلب: قوله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: ٤٦].

ومن ضمن ما قال الرازي (٤) رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " .. هل تدل الآية على أن العقل هو العلم وعلى أن محل العلم هو القلب؟ الجواب: نعم؛ لأن المقصود من قوله: {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} العلم، وقوله: {يَعْقِلُونَ بِهَا} كالدلالة على


(١) الإمام المفسر محمّد الأمين بن محمّد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي، كان رحمه الله يتمتع بأخلاق ومزايا فاضلة أكسبته الثقة والاحترام في أوساط أولي الأمر وكبار أهل العلم، وكان أديبًا ضليعًا، تلقى العلم على يديه أفواج لا يحصون من طلاب العلم، من مصنفاته: أضواء البيان في تفسير القرآن، ومنع جواز المجاز، وألفية في المنطق. وفاته: سنة (١٣٩٣ هـ) عليه رحمة الله.
ينظر: الأعلام (٦/ ٤٥)، موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (١٠/ ١)، ترجمة الشيخ الملحقة بكتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (٩/ ٤٧٩).
(٢) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (١/ ١٦١) للشنقيطي، ت: خالد السبت، إشراف بكر أبو زيد، دار عالم الفوائد مكة، ط ٢، ١٤٢٦ هـ.
(٣) أضواء البيان (٥/ ٢٧٥).
(٤) العلامة الكبير ذو الفنون فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي، انتشرت كتبه في البلاد شرقًا وغربًا، وكان يتوقد ذكاء، وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة، عرف بعدائه لعقيدة السلف، وألف الكتب في ذلك، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر. توفي عليه رحمة الله سنة (٦٠٦ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٢١/ ٥٠٠)، البداية والنهاية (١٧/ ١١)، موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (٧/ ٢٨٣).

<<  <   >  >>