للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمال القلوب في حياة الإمام.

وقد كان الإمام محمد بن عبد الوهاب بارًّا بوالده برًّا عظيمًا، فحينما طلب منه أن يخفِّف من مواجهته للناس بهذا الأمر الذي يكرهونه لغربة التوحيد وتسلّط سدنة الشرك وحماته على مقاليد الأمور، فخاف الأب على ابنه، فأمره أن يكفَّ عن هذا الأمر أو يخفِّف من المواجهة خوفًا عليه، فما كان من الابن إلا أنِ امتثل أمر والده، ولما توفي والده استمر الشيخ في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهر بذلك، وأخذ يقرره للعام والخاص، ويزجر من يرتكب شيئًا من المنكرات، فذاع ذكره في جميع بلدان العارض (١)، في حريملاء (٢) والعيينة والدرعية (٣) والرياض ومنفوحة (٤)، وصار له أنصار ومعارضون كما هي سنة الله تعالى الجارية في الصراع بين الحق والباطل.

ثم لما لم يجد الشيخ مناصرة ومؤازرة قوية توجَّه إلى العيينة وأميرُها يومئذ عثمان بن


(١) العارض: يقصد بها بلدان نجد وقراها، وكذلك قديمًا تسمى جبال طويق بالعارض، وفي القرون المتأخرة صارت تطلق الرياض وما جاورها من مدن وبلدات.
ينظر: الموسوعة الحرة على الشبكة.
(٢) حريملاء: تقع شمال غرب العاصمة الرياض على بعد (٨٠) كلم تقريبًا، وهي تابعة لإمارة منطقة الرياض ومحافظة من محافظتها.
ينظر: مقالة على موقع صحيفة الجزيرة على الشبكة عدد (١٦١٩٠) بعنوان: حريملاء مدينة العلم والعلماء، وينظر أيضًا: الموسوعة الحرة.
(٣) تقع الدرعية شمال غرب الرياض بمسافة (٢٠) كلم، ويشقها وادي حنيفة نصفين، وهي بلاد زراعية، وقد ارتبط ذكرها بالدولة السعودية الأولى.
ينظر: معجم اليمامة (١/ ٤٢٤)، الموسوعة الحرة.
(٤) بلدة قديمة ولها تاريخ عريق، وسكنها الأعشى الشاعر الجاهلي المعروف وبها قصره، وصارت الآن حيًّا من أحياء مدينة الرياض الجنوبية.
ينظر: معجم اليمامة (٢/ ٣٩٧)، الموسوعة الحرة.

<<  <   >  >>