للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصحيح العقائد السائدة بعقيدة السلف الصالح، لكن لم تكن حريملاء صالحة لأن تكون منطلقًا لدعوته، فانتقل منها فيما يقارب عام (١١٥٥ هـ) إلى العيينة، وقد ناصره أميرها عثمان بن معمر أولَ الأمر، ثم خذله، فانتقل الشيخ إلى الدرعية والتقى بأميرها الراشد محمد بن سعود، فقام بنصرته، ووفى بعهده، وأتم وعده، فأظهر الله عقيدة السلف الصالح، ونصر الله أهلها، وتوفر الشيخ لنشرها، وتدريس العلوم النافعة، وتأليف الكتب المفيدة في أصول الإسلام وفروعه على طريقة السلف الصالح، وانطلاقًا من العقيدة السلفية السليمة، وقد أخذ عن الشيخ جموع كثيرة، وخلف من تلاميذه العلماء الكبار الذين قاموا بأدوار مهمة عظيمة، وخلف أتباعًا وأنصارًا ودولة ملأ ذكرهم الأسماع في الخافقين، وعظم شأنهم بين العالمين" (١).

"وقد ألف الشيخ محمد رحمه الله مؤلفات كثيرة مفيدة منها: كتاب التوحيد، وكتاب كشف الشبهات، ومفيد المستفيد في حكم تارك التوحيد، وكتاب الكبائر، وكتاب أصول الإيمان وفضائل الإسلام، وكتاب أحاديث الفتن، ومختصر السيرة النبوية، ومختصر زاد المعاد، ومختصر الإنصاف والشرح الكبير، ومسائل الجاهلية، ومجموع الحديث رتبه رحمه الله على أبواب الفقه، وكتاب آداب المشي إلى الصلاة، واستنباط القرآن، وكتاب نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين، وكتب رحمة الله رسائل كثيرة في تقرير التوحيد وتوضيحه" (٢).

واستخدم الشيخ رحمه الله وتلاميذه من بعده وسيلة مجدية في ذلك الزمن في نشر دعوته وتفنيد الشبهات المثارة ضدها، وتلك الوسيلة هي أسلوب المراسلات العلمية


(١) عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي (١/ ١٨٣).
(٢) مشاهير علماء نجد وغيرهم (٢٦).

<<  <   >  >>