للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكتب سليمان هذا إلى عثمان بن معمر يأمره بقتل الشيخ أو إجلائه عن بلده، وشدَّد عليه، وهدَّده بقطع ما كان يبعث به إليه من خراج.

فلما ورد كتابه على عثمان عظم الأمر في عينه، وعز عليه مخالفة أمير الأحساء، فأمر الشيخ بالخروج من العيينة.

فخرج الشيخ منها محفوفًا برعاية الله سنة (١١٥٧ هـ) أو (١١٥٨ هـ)، وتوجه إلى الدرعية، حيث كان له أنصار وتلاميذ، فنزل أول ليلة على عبد الله بن سويلم (١)، ثم انتقل في اليوم التالي إلى دار تلميذه الشيخ أحمد بن سويلم (٢)، ثم كان اللقاء بينه وبين الإمام محمد بن سعود (٣) أمير الدرعية، وهنا بدأ عصر جديد للدعوة، ومن ثم الظهور والتمكين.

يقول الدكتور صالح العبود (٤): "ولما توفي والده عام ١١٥٣ هـ أعلن الدعوة إلى


(١) لم أعثر له على ترجمة.
(٢) لم أعثر له على ترجمة.
(٣) الإمام الرئيس محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان، أول من لقب بالإمامة من آل سعود في نجد. استقر في الدرعية، ثم ولي الإمارة بعد وفاة أبيه ببضع سنين، وفي سنة سبع أو ثمان وخمسين ومائة وألف وفد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية، فاستقبله الأمير ورحب به، ونصره باللسان والسنان، حتى اتسعت دائرة الدعوة السلفية وامتدت إلى بلدان وأمصار شتى. أحيا السنة وأمات البدعة، وجدد الدعوة والجهاد، وأظهر التوحيد، وحارب الشرك. توفي رحمه الله سنة (١١٧٩ هـ).
ينظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية (١٦/ ٣٤٧)، الأعلام (٦/ ١٣٨)، موسوعة مواقف السلف (٨/ ٥٦٩).
(٤) صالح بن عبد الله بن عبد الرحمن العبود، دكتور في العقيدة الإسلامية، تولى العديد من المناصب منها مديرًا للجامعة الإسلامية، وقبل ذلك كان رئيسًا لقسم العقيدة ومدرسًا بالمسجد النبوي، وله عدة مشاركات في عضوية الكثير من الجهات الحكومية، وله الكثير من المحاضرات والدروس العلمية.
ينظر: مقال بعنوان: ترجمة الشيخ صالح العبود حفظه الله على موقع الآجري على الشبكة.

<<  <   >  >>