للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحبة، فأراد أن يرسل إليه، فقالوا: سر إليه برجلك في مكانه، وأظهر تعظيمه والاحتفال به؛ لعل الناس أن يكرموه ويعظموه، فقام محمد بن سعود من فوره وسار إليه ومعه أخواه ثنيان ومشاري، فدخلوا عليه في بيت أحمد بن سويلم، فسلم عليه ورحب به، وأبدى غاية الإِكرام والتبجيل، وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده، وقال: أبشر ببلاد خيرٍ من بلادك، وأبشر بالعز والمنعة، فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعز والتمكين، وهذه كلمة (لا إله إلا الله) من تمسَّك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد، وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وأنت ترى نجدًا وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم لبعض، فأرجو أن تكون إمامًا يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك (١).

وهكذا تم اللقاء، وقد حقق الله تلك النظرة الثاقبة التي كان يعتقدها الشيخ فيمن ينصر كلمة التوحيد، وكان من ثمرة ذلك قيام هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية، والتي لا تزال على هذا العهد والميثاق في نصرة كلمة التوحيد، وهو سرٌّ من أسرار بقائها وثباتها ونصرها وتمكينها، ولله الحمد والمنة.


(١) ينظر: عنوان المجد في تاريخ نجد (١/ ٤١ - ٤٢).

<<  <   >  >>