ومما يدل على أن الإخلاص في الدعاء سبب لتفريج الكربات ما ورد في السنة من حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة، فسدت باب الغار الذي هم بداخله، «فقالوا: إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ»، وكان كل واحد يتوسل إلى الله بالعمل الصالح الذي أخلص فيه، فكانت دعوة كل واحد منهم يختمها بقوله:«اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ»، واستجاب الله دعواتهم، فتدحرجت الصخرة عن فتحة الغار، وخرجوا يمشون، ودل ذلك على أثر الإخلاص في تفريج الكروب.