للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رنينه إلى غير ذلك.

ومما يحضرني في هذا السياق أنني في إحدى الليالي أنهيت عليه عشر معاملات طلاق من بعد صلاة المغرب إلى أذان العشاء، وكان بجانبه الآخر معالي الدكتور محمد الشويعر (١) وربما قرأ مثلي أو أكثر مني.

وفي يوم من الأيام قرأت عليه بعد صلاة الفجر أربعين معاملة في ساعة ونصف الساعة.

وكان من عادته إذا صلى الفجر، ولم يكن عنده دروس أن يلتف الناس حوله يسألونه بعد أن يأتي بالأذكار المعتادة من ورده اليومي، وربما جلس لهم نصف ساعة أو أكثر أو أقل.

لا يستهين بإنجاز أي عمل ولو قل: فربما قضى وقته بأعمال عظيمة يترتب عليها مصالح كبيرة للأمة بعامة، كاجتماعات الهيئة، واللجنة، والرابطة، وغيرها.

وربما لم يكن عنده أعمال كبيرة، فيقضي وقته في رد على الهاتف، أو مسامرة لضيف، أو إجابة لأسئلة امرأة، أو أحد من العوام، بل للرد على بعض الأسئلة التي ترد من بعض الشباب أو الفتيات حول بعض المسابقات الثقافية، فيرد عليه وهو منشرح الصدر؛ فهو لصغار الأمور وكبارها، ويعنيه كثيرًا ألا يضَيع وقته إلا في فائدة أو مصلحة ولو قَلَّت.

اغتنام الوقت في حال السفر: لم يكن الشيخ رحمه الله حريصًا على وقته في الحضر فحسب، بل كان حريصًا كذلك على أوقاته في حال السفر الذي هو مظنة التعب


(١) فضيلة الدكتور محمد بن سعد بن شويعر أحد كبار مستشاري الشيخ ابن باز رحمه الله، ومن بعده الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي، ورئيس تحرير مجلة البحوث الإسلامية، صاحب الكتاب الفريد تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية، وقام بجمع فتاوى الإمام المجدد ابن باز في نحو (٦٠) مجلدًا.
ينظر: مقال في صحيفة الجزيرة العدد ١٤٨٦٠ بعنوان: ابن شقراء د. محمد بن سعد بن شويعر على موقعها على الشبكة، موقع الموسوعة الحرة.

<<  <   >  >>