للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمشقة، إلا أن الشيخ بمجرد ركوبه السيارة وذكره لدعاء السفر، يلتفت إلى من بجانبه من الكُتَّاب، ويقول له: ما معك؟ فيبدأ بسماع أخبار الصحف، أو قراءة بعض الكتب، أو عرض بعض القضايا والمعاملات.

وهكذا حاله وهو ينتظر موعد إقلاع الطائرة، وبعد أن تقلع حيث يكون معه كاتب، أو كاتبان أو أكثر، فيتعاقبون القراءة عليه إلى حين وصول الطائرة إلى مكان هبوطها في الرياض، أو الطائف، أو غيرهما.

ومما يحضرني من القصص في هذا القبيل ما ذكره الشيخ عبد الرحمن ابن دايل (١) وهو من قدامى كتّاب سماحة الشيخ وعمره قريب من عمر سماحة الشيخ، فهو من مواليد ١٣٣٢ هـ تقريبًا، وقد عاش مع سماحته ما يقارب أربعين سنة؛ يقول: كنا في المدينة إبَّان عمل سماحته في الجامعة الإسلامية، وذات يوم سافر سماحته إلى قرية بدر التي تقع على الطريق بين جده والمدينة على الطريق القديم، حيث ذهب لمهمة دعوة يلقي خلالها محاضرة وكنت أنا والشيخ ابراهيم بن عبد الرحمن الحصين (٢) معه في السيارة؛ فلما بدأ سيرنا ودعا سماحته بدعاء السفر التفت وقال: توكلوا على الله، يعني ابدؤا بقراءة المعاملات، فقلنا: يا شيخ غفر الله لك نحن دائمًا نقرأ، ولا نتمكن من الخروج


(١) الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن دايل من أبرز من لازم الشيخ ابن باز رحمه الله منذ عام ١٣٨٦ هـ إلى أن توفي الشيخ رحمه الله، عمل معه في مكتبه في المنزل ملازمًا له في الليل والنهار حتى يذهب إلى الجامعة الإسلامية، وكان يلازمه كذلك في سفره وحضره.
ينظر: مقال بعنوان عبد الرحمن بن محمد بن دايل ممن قالوا عنه -أي: عن الشيخ ابن باز- على موقع الشيخ على الشبكة، في الرابط:
https:// maserah.binbaz.org.sa/ posts/ ٥٠٦
(٢) الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد العزيز الحصين، كان مديرًا لمكتب الشيخ ابن باز مدة طويلة، وكان من الذين يثق فيهم ويرافقونه في سفراته رحمه الله، توفي الشيخ إبراهيم رحمه الله سنة (١٤١٠ هـ).
ينظر إلى إشارة بعنوان: ترجمة الشيخ الزاهد العابد الناصح إبراهيم بن عبد الرحمن الحصين على موقع الألوكة على الشبكة، في الرابط:
http:// majles.alukah.net/ t ٢٥٥٧١/

<<  <   >  >>