للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إجابة على ستين سؤالًا، بعد ذلك المغرب.

وبعد أن انتهى المجلس قام لصلاة العشاء، ووجهه يتهلل فرحًا وبشرًا؛ بسبب جلوسه للناس.

ثم توجَّه إلى جدة، وكنت في صحبته أنا ومعالي الدكتور محمد الشويعر .. ، وكنا نتناوب القراءة حتى وصلنا إلى جدة.

ولما وصلنا استقبله الناس بجموعهم الكاثرة، فسلم عليهم، ودخل المشروع، واستمع إلى شرح مفصل عنه، وعن نشاطاته وأهدافه، ثم دخل قاعة المحاضرات المكتظة بالناس، واستمع إلى جميع فقرات الحفل وما ألقى فيه من كلمات وقصائد، ثم ألقى كلمته، وبعد أن انتهى الحفل، تناول طعام العشاء، وودع الناس هناك، وعاد إلى مكة، فكنا نتناوب عليه القراءة طوال الطريق؛ فما وصلنا منزله في مكة إلا الساعة الثانية ليلًا، وكان من عادة سماحته أنه يقوم للتهجد في حدود الساعة الثالثة ليلًا، وكان ينبه من معه لقيام الليل، وكان ينبهني أنا، والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن باز (١)؛ فجزمنا أنه لن يقوم تلك الليلة، بسبب ما لقيه من تعب من أول الليل، وبسبب تأخره في المجيء إلى مكة، فلما جاء وقت قيامه إذا به يوقظنا للقيام، ثم شرع بالقيام، وبقي يصلي ويدعو، ويقرأ حتى أُذِّن بالفجر، فذهبنا إلى مسجد القطان المجاور لنا، فتأخر الإمام فصلى بنا سماحته وتلا الآيات بصوت نديٍّ خاشع، فلما سلم استقبل الناس بوجهه، وألقى فيهم كلمة.

ولما عدنا إلى المنزل قلنا: لابد أن سماحته سينام؛ فماذا بعد هذا الإعياء والنصب؟

فلما وصلنا المجلس ألقى غترته وطاقيته جانبًا، وجلس وقال: بسم الله، ماذا


(١) مستشار الشيخ ابن باز، عضو مجلس الشورى سابقًا، رئيس اللجنة العلمية بمؤسسة الشيخ ابن باز الخيرية.
ينظر: موقع مؤسسة الشيخ ابن باز الخيرية، ديوانية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الثقافية الشهرية، على الرابط:
http:// binbazfoundation.sa/ index ٢.php? news=١&read=٢٧٨

<<  <   >  >>