للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطلبته، لكنه يقول: كان بمقدوري أن أعيش مثل هؤلاء، لكنني -والله- أعطف على بعضهم؛ إذ يظنون السعادة فيما تحمله من مال، ويضيف: السعادة ليست كم هو حسابك في هذا البنك أو ذاك، لكن السعادة كم هو رصيدك عند رب العزة والجلال (١).

٥ - ومن الأدلة على صدق الرجل مع الله تعالى وإخلاصه له -فيما أحسبه والله حسيبه- هذه الخلاصة التي نختم بها سيرة الرجل رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه على ما قدم خير الجزاء.

إن المتأمل في سيرة هذا الرجل العظيم ليرى آثار توفيق الله وإعانته له في تلك المنجزات الضخمة التي قام بها من خلال جمعية العون المباشر التي كان يقوم عليها، وهذه المنجزات في الحقيقة تعجز عن القيام بها دول، ودونك شذرات من ذلك:

١ - توفيق الله له لتمثل أخلاق الإسلام العظيمة قولًا وفعلًا، حيث حرص رحمه الله على أن تكون هذه الأخلاق العظيمة سلوكًا عمليًّا، فطبق أسلوب الدعوة على بصيرة وبالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن فيما أحسبه على قدر وسعِه، فما عرف عنه رحمه الله التصادم مع الناس، بل كان صاحب لين ورفق، بعيدًا عن الغلظة والشدة على الناس (٢).

٢ - صبره على ما لقيه في سبيل نشر دعوته وقيامه بإغاثة الفقراء والمنكوبين في أماكن الصراع، ودونك صورًا شاهدة على ذلك من كتاب العمل الأغاثي عند الدكتور عبد الرحمن السميط وأثره في قبول دعوته (٣):


(١) ينظر: عبد الرحمن السميط أسطورة العمل الإغاثي (٦٧).
(٢) ينظر: عبد الرحمن السميط أسطورة العمل الإغاثي (٢٢٤ - ٢٣٧).
(٣) ينظر: العمل الإغاثي عند الدكتور عبد الرحمن السميط وأثره في قبول دعوته (١٥٣ - ١٥٦).

<<  <   >  >>