• كان يقضي رحمه الله عشرة أشهر إلى أحد عشر شهرًا متنقلًا في إفريقيا، لا يبقى ثلاثة أيام في مكان واحد، ثم قرر أن يأتي بأهله من الكويت، فكانوا ينامون مرة في العراء، ومرة في المساجد، وثالثة في الغابات بين الوحوش والهوام.
• يسير في المستنقعات الطينية الملوثة بروث الحيوانات، وربما يصل الماء إلى الكتف، وفي هذه المستنقعات تماسيح فتاكة، لكن الله أنجاه منها.
ويمشي في بعض الأوقات مسافات طويلة على قدمه حتى تتورم؛ لعدم توفر وسيلة النقل لوعورة المكان، وقد يمر عليه من يوم إلى يومين بلا شرب، وإذا وصل إلى مقصده في تلك القرى النائية، فلا يجد من الماء إلا ما يصلح لشرب الدواب من كثرة ما فيه من الأوساخ والطين والروث، وقد سبب له شربه فشلًا في كليتيه رحمه الله.
• سافر في رحلة في شاحنة قديمة مع مجموعة من الأبقار، في رحلة استمرت عشرة أيام عبر طريق ترابي، وكانت تلك الأبقار تقوم بلحس رأسه إذا تجمع عليه الغبار، وكان ينام في أكواخ مفروشة بروث البهائم، وكم من مرة تعرض لإطلاق نار عشوائي، لا سيما في المناطق التي تعيش حروبًا أهلية.
• كان يعصب الحجر عل بطنه من شدة الجوع، ليوصل رسالة الإسلام إلى تلك المناطق المعزولة التي لم تعرف الإسلام.
• ودونك هذا الموقف العظيم الذي يدل على صبر عظيم تمكن من قلب هذا الرجل، وهو يضحي بنفسه من أجل دعوته، أحسبه والله حسيبه أنه يتلذذ بذلك في سبيل الله، وفي أثناء زيارته لقبيلة بدائية في وسط كينيا لدعوة زعمائها وأبنائها إلى الإسلام قدموا له حليبًا -تعبيرًا عن ضيافتهم له- في إناء قذر جدًّا يصفه الدكتور السميط رحمه الله بقوله:"لم أر أقذر منه في حياتي، يحوم حوله الذباب، وهم ينظرون إليه بدون أدنى حركة لإبعاده! لدرجة أن بعضه سقط في الإناء، فمنه من يسبح فيه، ومنه ما لقي حتفه"، وكان عليه التزامًا بآداب الضيافة أن يلبي هذه الدعوة، مع أنه طبيب يعرف ضرر مثل هذا، لكنه قبِل الضيافة وشرب الحليب من هذا الإناء، ولم