للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير، ويجب على كل واحد منا أن يرضى بما قسم له والسلام.

هذا معنى كلام مالك لأني كتبته من حفظي، وسقط عني في حين كتابتي أصلي منه" (١).

٢ - وهذه نماذج لبعض العلماء رحمهم الله أذكرها على سبيل المثال لمن فتح الله لهم في باب من أبواب الخير من علم أو عبادة ونحو ذلك، وذكروا ذلك من باب التحدث بنعمة الله:

• قال ابن عقيل (٢) رحمه الله: "عصمني الله في شبابي بأنواع من العصمة، وقصر محبتي على العلم، وما خالطت لعّابًا قط، ولا عاشرت إلا أمثالي من طلبة العلم، وأنا في عشر الثمانين أجد من الحرص على العلم أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين، وبلغت لاثنتي عشرة سنة، وأنا اليوم لا أرى نقصًا في الخاطر والفكر والحفظ، وحدة النظر بالعين لرؤية الأهلة الخفية، إلا أن القوة ضعيفة" (٣).

• ويقول أبو بكر بن عياش رحمه الله: سمعت أبا إسحاق السبيعي (٤) يقول: "ذهبت الصلاة مني وضعفت ورق عظمي، إني اليوم أقوم في الصلاة فما أقرأ إلا


(١) التمهيد (٧/ ١٨٤ - ١٨٥).
(٢) الإمام، العلامة، البحر، شيخ الحنابلة، أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن عبد الله البغدادي، الحنبلي، المتكلم، صاحب التصانيف، كان يتوقد ذكاء، وكان بحر معارف، وكنز فضائل، لم يكن له في زمانه نظير على بدعته، اشتغل بمذهب المعتزلة في بداية حياته وتأثر بهم، وكان يثني على الحلاج، ثم أظهر التوبة من ذلك كله، توفي رحمه الله سنة (٥١٣ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (١٩/ ٤٤٣)، البداية والنهاية (١٦/ ٢٤١)، الأعلام (٤/ ٣١٣).
(٣) سير أعلام النبلاء (١٩/ ٤٤٦).
(٤) أبو إسحاق السَّبِيعِيُّ عمرو بن عبد الله بن علي الهمداني، الكوفي، الحافظ، شيخ الكوفة، وعالمها، ومحدثها، وكان رحمه الله من العلماء العاملين، ومن أعلام التابعين الثقات، توفي رحمه الله سنة (١٢٧ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٩٢)، تهذيب التهذيب (٨/ ٦٣)، الأعلام (٥/ ٨١).

<<  <   >  >>