للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - وعن عُرْوَةَ بن الزبير (١) رحمه الله يروي عن خالته عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: وَاللهِ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نَارٌ، قَالَ: قُلْتُ: يَا خَالَةُ، فَمَا كَانَ يُعَيِّشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَلْبَانِهَا، فَيَسْقِينَاهُ (٢).

٥ - وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ» (٣).

٦ - ومع هذا كان -صلى الله عليه وسلم- إذا تيسر له شيء من نعيم الدنيا الذي أباحه الله له فإنه لا يرده، ولا يمتنع منه بحجة الزهد في الدنيا.

ودونك صورة من حياته -صلى الله عليه وسلم- ملخصة من زاد المعاد من هديه -صلى الله عليه وسلم- في الأمور الآتية:

طعامه -صلى الله عليه وسلم-: كان من هديه -صلى الله عليه وسلم- وسيرته في الطعام لا يرد موجودًا ولا يتكلف مفقودًا، فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ» (٤).


(١) عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي أبو عبد الله المدني تابعي جليل، كان فقيهًا، عالِمًا، حافظًا، ثبتًا، حجة، عالِمًا بالسير، وهو أول من صنف المغازي، أحد الفقهاء السبعة. توفي سنة (٩٣ هـ) عليه رحمة الله.
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٢١)، البداية والنهاية (١٢/ ٤٧٦)، الأعلام (٤/ ٢٢٦).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق (٤/ ٢٢٨٣) ح (٢٩٧٢).
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق (٤/ ٢٢٨١) ح (٢٩٧٠).
(٤) أخرجه البخاري واللفظ له في كتاب الأطعمة، باب ما عاب النبي -صلى الله عليه وسلم- طعامًا (٧/ ٧٤) ح (٥٤٠٩)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب لا يعيب الطعام (٣/ ١٦٣٣) ح (٢٠٦٤).

<<  <   >  >>