للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [الجاثية: ٣٠].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: ١١].

ولا شك أن الداعية إلى الله تعالى الذي حقق الإيمان وعمل الصالحات، وجاهد نفسه في تحقيق عمل القلب، ودعا إلى الله على بصيرة، أنه على رأس الفائزين بهذا الفوز العظيم كما أخبر تعالى عن ذلك، فقال -سبحانه وتعالى- عمن يدعون إلى سبيله، وعن مكانتهم العظيمة عنده -سبحانه وتعالى-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: ٣٣].

وقال عنهم وهم يدعون إلى الله من ضل إلى الهدى، ويدعونه -سبحانه وتعالى- أن يغفر لهم تقصيرهم، وقد صبروا على سخرية الساخرين وضحكهم منهم، فكانت العاقبة لهم لما صبروا على دعوة الناس، وصبروا على أذيتهم لهم، فأعقبهم ذلك بأن منّ الله عليهم بهذا الفوز العظيم، فقال تعالى عن أعداء دينه، وهم صرفوا جل وقتهم للسخرية والاستهزاء من المؤمنين، إلى درجة أنهم انشغلوا بالسخرية من المؤمنين عن ذكر الله: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [المؤمنون: ١٠٩ - ١١١]. ولا شك أن أكثر من يتعرض إلى السخرية والأذى من المؤمنين هم الدعاة إلى الله تعالى.

والبشارات تتوالى على المؤمن الذي عمل الصالحات، وحقق أعمال القلوب بهذا الفوز في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: ٦٤].

<<  <   >  >>