للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبشارة الدنيا تشمل: الثناء الحسن، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لطف الله به، وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق، وبشارة الآخرة تكون بالجنة عند موته، وفي قبره، وفي يوم القيامة (١).

وقال تعالى عنهم عند الموت: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: ٣٠ - ٣٢].

يخبر تعالى عن أوليائه الذين قالوا: ربنا الله، أي: صدقوا وآمنوا ورضوا بالله ربًّا قولًا وعملًا، واستسلموا وانقادوا لأمره، واستقاموا على الصراط المستقيم علمًا وعملًا، وأخلصوا دينهم لله، وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع الله لهم، حتى جاءهم الموت وهم على ذلك، فعند الموت تتنزل عليهم الملائكة قائلة لهم: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} أي: لا تخافوا مما تقدمون عليه من أمر الآخرة، فإنكم قادمون على ربكم الرحيم، ولا تحزنوا على من بعدكم أي: على ما خلفتموه من أمر الدنيا، من ولد وأهل، ومال أو دَيْنٍ، فإنا نخلفكم فيه، وتبشرهم الملائكة بالجنة، فلا تسل عن فرحتهم وعظيم سرورهم بهذه البشارة العظيم وهذا الفوز العظيم، ثم تقول لهم الملائكة: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}، وأي سعادة وفرحة غامرة يشعرون بها وهم يسمعون هذه الكلمات تصافح


(١) ينظر: تفسير السعدي (٣٦٨).

<<  <   >  >>