للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسماعهم من الملائكة وهم يقولون لهم: نحن كنا أولياءكم، أي: قرناءكم في الحياة الدنيا، نسددكم ونوفقكم، ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور، ونجاوز بكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنات النعيم؟! (١).

وقال تعالى عن حالهم في عرصات القيامة في مواقف عظيمة تنخلع منها القلوب، وهم يضحكون ويستبشرون، وقد ظهر على وجوههم الفرح والبشر وإشراق الوجه من شدة فرحتهم في ذلك الموقف العظيم، فقال تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس: ٣٣ - ٣٩].

قال البغوي رحمه الله: "ثم ذكر القيامة فقال: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ} يعني صيحة القيامة، سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع، أي: تبالغ في الأسماع حتى تكاد تصمها. {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} لا يلتفت إلى واحد منهم لشغله بنفسه .. {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} يشغله عن شأن غيره .. {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} مشرقة مضيئة. {ضَاحِكَةٌ} بالسرور {مُسْتَبْشِرَةٌ} فرحة بما نالت من كرامة الله -عز وجل- " (٢).

وقال تعالى عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ


(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٧/ ١٧٥ - ١٧٧)، وتفسير السعدي (٧٤٨).
(٢) تفسير البغوي (٨/ ٣٣٩ - ٣٤٠).

<<  <   >  >>