للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ؟! أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرَفَةَ عَيْنٍ» (١).

- والإكثار من دعاء: «يا مقلب القلوب، ثبتي قلبي على دينك»، وكان من أكثر أدعية النبي -صلى الله عليه وسلم-.

عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟! قَالَ: «نَعَمْ؛ إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ».

- والإكثار من الدعاء الذي كان يفتتح به -صلى الله عليه وسلم- صلاته من الليل: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».

يقول ابن القيم رحمه الله: "وشهدت شيخ الإسلام -قدس الله روحه- إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه فر منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللجأ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدًّا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ، ولا ريب أن من وفق هذا الافتقار علمًا وحالًا، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أعطي حظه من


(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة (٩/ ٢١٢) ح (١٠٣٣٠) ت: حسن عبد المنعم شلبي، أشرف عليه: شعيب الأرناؤوط، قدم له: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة بيروت، ط ١، ١٤٢١ هـ، والبزار في مسنده (١٣/ ٤٩) ح (٦٣٦٨)، والحاكم في المستدرك في كتاب الدعاء، والتكبير، والتهليل، والتسبيح والذكر (١/ ٧٣٠) ح (٢٠٠٠) وصححه، وحسن إسناده في الأحاديث المختارة (٦/ ٣٠٠) ح (٢٣١٩) لضياء الدين المقدسي، ت: ابن دهيش، دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط ٣، ١٤٢٠ هـ، وقال في مجمع الزوائد في كتاب الأذكار، باب ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى (١٠/ ١١٧) ح (١٧٠٠٨): "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب، وهو ثقة"، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١/ ٤١٧) ح (٦٦١).

<<  <   >  >>