وهكذا ينبغي على الداعية إلى الله أن يسير على منهج الأنبياء في الحرص على هداية الناس، وبذل كل ما يستطيع من أجل ذلك.
ولا يحرص على هداية الناس إلا أصحاب القلوب السليمة من الغل والحسد والبغض والشحناء، قلوب امتلأت بالرحمة والشفقة وحب الخير للناس، تجد لذتها في إيصال الخير إليهم والصبر على أذاهم، همها دلالة الناس على الخير، وبذل الغالي والنفيس من أجل هدايتهم إلى الله تعالى.
وقد سبق أن ذكرت كلام الإمام أحمد رحمه الله في أثر العلماء الصالحين المصلحين على الناس، فمن المناسب إعادة بعضه هنا، فيقول:"الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍّ تائه قد هدوه، فما أحسنَ أثرهم على الناس! وأقبح أثر الناس عليهم! "(١).