للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ».

وكتب أبو الدرداء -رضي الله عنه- إلى مسلمة بن مخلد (١) وهو أمير بمصر: «أما بعد: فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله، وإذا أحبه الله حببه إلى خلقه، وإذا أبغضه بغضه إلى خلقه» (٢).

قال هرم بن حيان (٣) رحمه الله: "ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب أهل الإيمان عليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم" (٤).

قال أبو حازم (٥) رحمة الله عليه: "لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى، إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد، ولا يُعَوِّرُ (٦) فيما بينه وبين الله تعالى إلا عوَّر الله فيما بينه وبين العباد، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها، إنك إذا


(١) مسلمة بن مخلد بن الصامت الأنصاري الخزرجي، وله صحبة، وتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وله (١٤) سنة، وكان نائبًا لمصر لمعاوية، من كبار الأمراء في صدر الإسلام، توفي -رضي الله عنه- سنة (٦٢ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٢٤)، الإصابة (٦/ ٩١)، الأعلام للزركلي (٧/ ٢٢٤).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ١١٣)، الزهد لهناد (١/ ٢٩٩).
(٣) هرم بن حيان العبدي ويقال: الأزدي، البصري، أحد العابدين، وقال ابن سعد: كان عاملًا لعمر، وكان ثقة، له فضل وعبادة، مات رحمه الله في أحدى غزواته، ولم يعرف تاريخ وفاته.
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٨)، الأعلام للزركلي (٨/ ٨٢).
(٤) التمهيد (٢١/ ٢٤٠)، الزهد الكبير للبيهقي (٣٠٠)، وهذا الأثر مروي أيضًا عن محمد بن واسع، ومجاهد بن جبر رحمهما الله، ينظر: حلية الأولياء (٢/ ٣٤٥، ٣/ ٢٨٠).
(٥) الإمام، القدوة، الواعظ، أبو حازم سلمة بن دينار المديني المخزومي، ويقال له الأعرج، عالم المدينة وقاضيها وشيخها، فارسي الأصل، وكان ثقة كثير الحديث زاهدًا عابدًا، توفي رحمه الله سنة (١٤٠ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٦/ ٩٦)، الأعلام للزركلي (٣/ ١١٣).
(٦) أي: يفسد ما بينه وبين الله، وقولهم: شاة يعور التي تبول على اللبن فتفسده.
ينظر: المخصص (٢/ ٢٤٦)، لسان العرب (٥/ ٣٠٢) مادة (يعر).

<<  <   >  >>